بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد/ فقد قال عمر رضي اللّه عنه: وإنّا واللّه ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا، فإمّا بايعناهم على ما لا نرضى وإمّا نخالفهم فيكون فسادا، فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الّذي بايعه تغرّة أن يقتلا.
¤ عن عبد اللّه بن سبيع، قال: سمعت عليّا يقول: لتخضبنّ هذه من هذا، فما ينتظر بي الأشقى؟
قالوا: يا أمير المؤمنين، فأخبرنا به نُبِيرُ عِتْرَتَه.
قال: إذن تاللّه تقتلون بي غير قاتلي.
قالوا: فإستخلف علينا.
قال: لا، ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
قالوا: فما تقول لربّك إذا أتيته، وقال وكيع مرّة: إذا لقيته؟
قال: أقول: اللّهمّ تركتني فيهم ما بدا لك، ثمّ قبضتني إليك وأنت فيهم، فإن شئت أصلحتهم، وإن شئت أفسدتهم.
¤ عن عمرو بن العاص رضي اللّه عنه قال: لا تفسدوا علينا سنّة نبيّنا محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم، عدّة أمّ الولد أربعة أشهر وعشراً.
¤ عن أبي نوفل قال: رأيت عبد اللّه بن الزّبير على عقبة المدينة، قال: فجعلت قريش تمرّ عليه والنّاس، حتّى مرّ عليه عبد اللّه بن عمر، فوقف عليه، فقال: السّلام عليك أبا خبيب، السّلام عليك أبا خبيب، السّلام عليك أبا خبيب، أما واللّه لقد كنت أنهاك عن هذا، أما واللّه لقد كنت أنهاك عن هذا. أما واللّه لقد كنت أنهاك عن هذا، أما واللّه إن كنت ما علمت صوّاماً قوّاما وصولا للرّحم، أما واللّه لأمّة أنت أشرّها لأمّة خير، ثمّ نفذ عبد اللّه بن عمر.
فبلغ الحجّاج موقف عبد اللّه وقولَه، فأرسل إليه، فأنزل عن جذعه، فألقي في قبور اليهود، ثمّ أرسل إلى أمّه أسماء بنت أبي بكر، فأبت أن تأتيه، فأعاد عليها الرّسول: لتأتينّي أو لأبعثنّ إليك من يسحبك بقرونك، قال فأبت وقالت: واللّه لا آتيك حتّى تبعث إليّ من يسحبني بقروني.
قال فقال: أروني سبتيّ -وهي: نوع من النعال-، فأخذ نعليه. ثمّ انطلق يتوذّف -أي:يسرع- حتّى دخل عليها.
فقال: كيف رأيتني صنعت بعدوّ اللّه؟
قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنّك تقول له: يا ابن ذات النّطاقين، أنا واللّه ذات النّطاقين، أمّا أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وطعام أبي بكر من الدّوابّ، وأمّا الآخر فنطاق المرأة الّتي لا تستغني عنه، أما إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حدّثنا: «أنّ في ثقيف كذّابا ومبيرا» فأمّا الكذّاب فرأيناه، وأمّا المبير-سفاك الدماء- فلا إخالك إلّا إيّاه.
قال: فقام عنها ولم يراجعها.
¤ عن أبي المنهال قال: لمّا كان ابن زياد ومروان بالشّام وثب ابن الزّبير بمكّة، ووثب القرّاء بالبصرة، فإنطلقت مع أبي إلى أبي برزة الأسلميّ حتّى دخلنا عليه في داره وهو جالس في ظلّ علّيّة له من قصب فجلسنا إليه، فأنشأ أبي يستطعمه الحديث فقال: يا أبا برزة ألا ترى ما وقع فيه النّاس؟ فأوّل شيء سمعته تكلّم به: إنّي إحتسبت عند اللّه أنّي أصبحت ساخطا على أحياء قريش، إنّكم يا معشر العرب، كنتم على الحال الّذي علمتم من الذّلّة والقلّة والضّلالة، وإنّ اللّه أنقذكم بالإسلام وبمحمّد صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى بلغ بكم ما ترون، وهذه الدّنيا الّتي أفسدت بينكم، إنّ ذاك الّذي بالشّام واللّه إن يقاتل إلّا على دنيا، وإنّ هؤلاء الّذين بين أظهركم واللّه إن يقاتلون إلّا على دنيا، وإنّ ذاك الّذي بمكّة واللّه إن يقاتل إلّا على الدّنيا.
¤ عن سعيد بن المسيّب-رضي اللّه عنه- قال: قطع الذّهب والورق من الفساد في الأرض، أي إنقاص وزن المسكوك من الذهب والفضة كعملة نقدية.
وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
المصدر: موقع الشيخ سعيد عبد العظيم.